lundi 25 juin 2012

قراءة لمقترح المجلس المدني للتوطئة والمبادئ العامة للدستور

تجربة فريدة تلك التي خضناها نحن أعضاء المجلس المدني وبصفة خاصّة أعضاء اللجنة المكلّفة بتقديم اقتراحات للتوطئة والمبادئ العامّة للدستور.
ثلّة من النساء والرجال التونسيّين شبابا وكهولا، لا الإعلام يعرفنا ولا نحن من أعلام السياسة. أملنا كان المساهمة بالاقتراح في رسم معالم مستقبل أجمل لتونس بعد أن تملّكناها من جديد. بعد أن تحرّرت طاقات الفعل وأصبحنا نسبح في محيط من الممكن.
نعم جميلة تلك التجربة لأنّنا خضناها بحماس وإرادة وعيوننا متّقدة بالإيمان بالمستقبل وبقدرتنا على أن نكون من بين الصّانعين لغد أفضل لبلادنا حتى ولو كنّا خارج إطار الأحزاب والمشهد السياسي. فالوطن والمستقبل شأن شخصيّ في ذهن كلّ تونسي بعد أن استرجع مواطنته.
نعم صادقة تلك التجربة لأنّ اقتراحاتنا نبعت من قناعاتنا وتصوراتنا ومن آمالنا وأحلامنا ومن تجاربنا الشخصيّة فكانت أسطع دليل أنّ هذه الثورة مقدمّة لثورة حضاريّة ثقافيّة وأنها ليست ثورة جوع وفقر بل هي متعدّدة شاملة واعدة. لم تُسقط علينا الأفكار ولم تُمرّر الاقتراحات تمريرا ولم تكن لنا نسب تمثيليّة ترجّح فكرة على أخرى تحت وطأة أوزان تصويتيّة. كانت وجاهة الفكرة والمقترح هي التي تفرض نفسها و لو دافع عنها الفرد الواحد. لذلك أقول أن تجربتنا كانت متميّزة.
وبغاية الإسهام في إثراء النقاش الوطني حول مشروع الدستور الجديد، سأستعرض ما وجدته متفردّا وعلى قدر كبير من الأهميّة في مقترحنا للتوطئة والحقوق والحريّات والمبادئ العامة. ولربّما وجد الدّارس للمقترح زوايا أخرى أكثر أهميّة وأجدر بأن يتوقّف عندها.
يتهيكل مقترحنا في ثلاثة أقسام : التوطئة، إعلان الحقوق والحريّات والمبادئ العامة.
التوطئة
بعد البسملة، استُهلّت التوطئة بعبارة "نحن الشعب التونسي". ولقد وجدنا في هذه العبارة رمزيّة كبيرة تدلّل على تملّك الشعب التونسي لدستوره وتُذكّر أنّ هذا الدستور هو لكلّ الشعب وباسمه وليس نتاج توازنات تمثيليّة في المجلس التأسيسي. إنّ إقرار هذه الصيغة من شأنه أن يذكّر نوّاب الشعب أنّهم في خدمة كلّ الشعب وفي خدمة مستقبله فيتسامون عن صفتهم التمثيليّة وتغمر أذهانهم جسامة المسؤوليّة وثقل الأمانة الواجب تأديتها نحو الشعب كلّه ونحو الحاضر والمستقبل.
ثم تتناول التوطئة أهداف وضع الدستور وأُطره وفي مقدّمتها القطع مع الاستبداد والفساد ومواصلة مسيرة الإنعتاق والتحرّر وتوفير مقوّمات العيش المشترك والرّفاهة للأجيال الحاضرة والقادمة في إطار تجذّرنا في هويّتنا الإسلاميّة العربيّة ومحيطنا المغاربي المتوسّطي الإفريقي. وتخلص التوطئة إلى إعلان الشعب التونسي للتصوّرات والرؤى والقيم التي سينبني عليها دستوره : الحرية، العدالة، المساواة، علويّة القانون، التجذّر في الهوية والتعلّق بقيم الإسلام، النظام الجمهوري المدني والتوزيع العادل للثروات، إلخ.
الباب الأوّل :إعلان الحقوق والحريات
جاء الباب الأوّل في شكل إعلان لحقوق وحريّات الإنسان الأساسيّة. حقوق وحريّات تنبع من إنسانيته لا فرق فيها بين فرد وآخر. ولعلّ نصّ الفصل الأوّل أفصح من كل تحليل :
 "الفصل الأوّل : الإنسان في ذاته قيمة كونيّة لا تمييز فيها على أيّ أساس كان".
إنّه التركيز على قيمة الإنسان في المطلق وعلى المساواة في هذه القيمة بين كلّ البشر بدون توقّف وتعداد للخاصيّات كاللون والدين والجنس، إلخ. بل هي صياغة عامّة جامعة تُغني عن كل تفصيل تماهيا مع قول الله تعالى في الآية 13 من سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
في الفصل الرابع تأكيد على المساواة بين الرّجال والنساء في القانون وأمام القانون "الفصل 4 : المواطنون نساء ورجالا متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون وفي القانون".
في الفصل الخامس ضمان لحقوق المرأة ومكتسباتها مع جعل المكتسبات الواردة في مجلة الأحوال الشخصيّة حدّا أدنى يمكن الرفع منه والبناء على أساسه و لكن لا يمكن النزول دونه "الفصل 5 : حقوق المرأة وحريّاتها الفرديّة والجماعيّة مضمونة ولا يمكن سنّ قوانين تنتقص من مكتسباتها الواردة خاصّة في مجلّة الأحوال الشّخصيّة والمواثيق الدوليّة".
في الفصل السابع إقرار بحريّة الفكر والضمير والمعتقد على أن لا يحُدّ من هذه الحريّة إلاّ قانون حُصِر مجاله في تجريم العنف والتكفير وجميع أشكال التعدّي على حقوق الإنسان "الفصل 7 : لكلّ إنسان الحرية في الفكر والتعبير والمعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينيّة. و لا يُحدّ من هذه الحرية إلا بقانون يجرّم ممارسة العنف والتكفير والتحريض على العنصريّة والتعدّي على حقوق الإنسان".
الفصل التاسع شديد الأهميّة لأنّه يضع حدودا للتفويض الانتخابي فلا يكون هذا التفويض صكّا على بياض من شأنه أن يقوّض حتىّ الأسس التي انبنى عليها. فمهما كانت مسميّاتها، لا يمكن للشرعيّة أن تكون مبررا للمسّ من الحريّات العامة أو الفرديّة أو للتراجع عن النظام الجمهوري أو المبادئ الديمقراطيّة. بل إنّ هذا الفصل يُرسي عقوبة لمن ينتهك هذا المبدأ "الفصل 9 : لا يُمكن لأيّ فردٍ أو مجموعة أن يمُسّ باسم الحرّية أو الشّرعيّة الانتخابية من المبادئ الدّيمقراطيّة، ومن النّظام الجمهوري أو من الحرّيات العامّة و الفرديّة. ويُحْرَم كل منتهك لهذا المبدأ من حقوقه السياسيّة".
الباب الثاني :المبادئ العامّة
خُصّص هذا الباب للمبادئ العامة للدولة ونظامها وسياساتها. يبدأ هذا الباب بالفصل 17 وهو استعادة للفصل الأول الشهير من دستور 59 الذي يحظى بإجماع وطني، مع تصرف طفيف للتأكيد على مدنية الدولة "الفصل 17: تونس دولة مدنيّة حرّة مستقلّة ذات سيادة، الاسلام دينها والعربيّة لغتها والجمهوريّة نظامها".
الفصل 23 متفرّد لأنّه يؤكّد على احتكار الدولة لوسائل الضغط المادّي لتطبيق القانون (استعمال القوّة العامّة لتنفيذ الأحكام، الإيقاف، إلخ). ممّا من شأنه أن يرفع من جريمة استعمال القوّة ولو لتطبيق القانون، من طرف الأشخاص أو الجماعات، إلى خانة إنتهاك مبدإ دستوري. كما يؤكّد الفصل على احترام حقوق الإنسان والتناسب في استعمال القوة "الفصل 23 : تحتكر الدولة وسائل الضغط المادي لتطبيق القانون مع مراعاة مبدأ التناسب واحترام حقوق الإنسان".
الفصل 24 يضع الأهداف العامة للسياسات العموميّة وخطوطها العريضة وإطارها. فهي تهدف لتحقيق التنمية المستدامة على جميع الأصعدة : الاقتصاديّة و الثقافيّة و الاجتماعيّة. والتنمية المستدامة مفهوم يشمل الحاضر والمستقبل ويضمّ المحافظة على حقوق الأجيال القادمة في بيئة سليمة وفي ثروات البلاد وفي وراثة استراتيجيّات تنمويّة طويلة المدى واقتصاد متوازن وبلد أرسى دعائم التطوّر. كما يبيّن الفصل آليّات وأطر هذه التنمية، فهي تكون في كنف منظومة لامركزيّة وعلى أساس التوزيع المنصف للثروات والتضامن بين أفراد الشعب "الفصل 24 : تُضبط السياسات العموميّة بهدف تحقيق التنمية المستدامة على جميع الأصعدة : الاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعيّة في كنف منظومة لامركزيّة تكرّس التوزيع المنصف للثروات وترسّخ التضامن بين أفراد الشعب. وتعتبر الثقافة ركيزة أساسيّة من ركائز التنمية والتقدّم ودعم العيش المشترك".
الفصل 35 يعدّد أهمّ القيم التي وجب أن نربّي نشأنا عليها لكي نقطع مع أسباب الاستبداد والفساد والتعدّي على حقوق الإنسان ونُرسي دعائم المجتمع المتطوّر الحرّ. ويؤكّد هذا الفصل على المسؤوليّة المشتركة لجميع مكوّنات الشعب في تحقيق هذا الهدف وعلى دور التدريس والإعلام "الفصل 35 : يعمل الشعب التونسي على تربية نشئه على قيم الحريّة والجمهوريّة والمواطنة والتضامن وعلى حبّ الوطن والعلم والجمال واحترام الإنسان، وعلى النّفور من الاستبداد والتطرّف والإجرام في حقّ الغير. وهذه التربية مسؤوليّة جماعيّة تتقاسمها الدولة والأسرة والإعلام وهياكل المجتمع المدني والمؤسسات التربويّة والدينيّة. وعلى المادّة الإعلاميّة ومناهج التدريس أن تكرّس هذا الهدف".
الفصل 38 يحمل جديدا لمنظومة تحرير النصوص القانونيّة. إذ يقترح اعتماد دليل يضبط الإجراءات الشكليّة لتحرير هذه النصوص. وهي قاعدة اقترحناها لنتجنّب رداءة الصياغة التي صبغت عديد النصوص القانونيّة في بلادنا حتّى أصبحت قراءتها عبئا ثقيلا على النفس فضلا عن غياب الإنسجام في أشكال الصياغة مما ينفّر المواطن من القانون ويغرس في ذهنه أنّه مستعص عليه، موجّه لغيره وأنّه مُعدّ لظلمه والتغرير به "الفصل 38 : يتمّ تحرير النّصوص القانونيّة طبق الإجراءات الشكليّة الواردة في دليل تحرير النّصوص القانونيّة الذي يتمّ اعتماده بقانون"
أمّا الفصل الأخير (عدد 39) فهو من جهة يمنع تعديل فصول الباب الأول (الفصل 1 إلى 16) الخاصّ بالحقوق و الحريّات. ومن جهة أخرى، يحدّد طريقة تأويل فصول الدستور في حالة التباس أو غموض باستبعاد التأويل الذي يحدّ من الحريّات الفرديّة والعامّة "الفصل 39 : الفصول من 1 إلى 16 غير قابلة للتّعديل. ولا يمكن تأويل أي فصل من فصول هذا الدستور بصفة تحدّ من الحريّات الفرديّة أو العامّة".
وليد الشريف (1)
(1) نائب رئيس لجنة التوطئة و المبادئ العامة بالمجلس المدني.

lundi 4 juin 2012

مقترح المجلس التأسيسي المدني " للتوطئة و المبادئ العامة " للدستور

بسم الله الرحمان الرحيم
نحن الشعب التونسي،
قطعا مع الإستبداد و الفساد ومواصلة لمسيرة التحرر وحرصا على توفير مقومات العيش المشترك و الرفاهة لنا و للأجيال القادمة،
إجلالا للتضحيات الجسام التي بذلت لتحرير الوطن و للتخلص من الاستبداد و التعدي على حقوق الإنسان في مرحلة الكفاح ضد الإستعمار و بعد الإستقلال، وصولا إلى ثورة الكرامة و الحرية و العدالة،
وفاء لتاريخ تونس المجيد الشاهد على عراقة الدولة وقدم التقاليد الدستورية منذ دستور قرطاج في القرن الرابع قبل الميلاد، مرورا بعهد الأمان و ما أقره من حقوق و حريات دون أي تمييز، وبدستور سنة 1861 الذي تضمن الفصل بين السلط، وصولا إلى دستور 1959 الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة و النظام الجمهوري،
تجذرا في محيطنا المغاربي والعربي والمتوسطي، و امتدادا لعمقنا الإفريقي، و إيمانا منا بأن التونسي نتاج لحضارات و ثقافات عريقة و متنوعة،
نعلن :
·                      تمسكنا بقيم الحرية و العدالة و المساواة بين المواطنين و المواطنات وبمبدأ علوية القانون،
·                      التزامنا بحرية التعبير للجميع وضمان حق الإختلاف و التنوع دون أي شكل من أشكال التمييز،
·                      وفاءنا للتراث الإصلاحي المتجذر في تجربتنا التاريخية، والقائم على اعتبار الحداثة مقوما أساسيا من مقومات هويتنا،
·                      تعلقنا بالقيم التحررية للإسلام كجزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية وبمكاسب الثقافة العربية والإسلامية، وحرصنا على تنمية روابط التكامل مع البلدان المغاربية والعربية وعلى توثيق علاقاتنا مع كافة الشعوب الصديقة،
·                      عزمنا على بناء جمهورية مدنية ديمقراطية أساسها سيادة الشعب وضمان احترام حقوق الإنسان الكونية و الإلتزام بالمنظومة العالمية لحقوق الإنسان،
·                      إصرارنا على العمل لتوفير الظروف الكفيلة بتحقيق الكرامة والعيش اللائق لكل المواطنين عن طريق التنمية المستدامة و ضمان التوزيع العادل لثروات البلاد بين الفئات والجهات،
نحن الشعب التونسي نتخذ من الوثيقة التالية دستورا لنا.


الباب الأول : إعلان الحقوق و الحريات
الفصل 1
الإنسان في ذاته قيمة كونية لا تمييز فيها على أي أساس كان.
الفصل 2
لكل إنسان الحق في مقاومة الظلم و الإستبداد بصورة سلمية.
الفصل 3
الحرمة الجسدية للإنسان مضمونة. وتحجر كل ضروب التعذيب ومختلف أشكال العقوبات الجسدية والمساس بالذات البشرية ، ولا تسقط جريمة التعذيب بالتقادم.
الفصل 4
المواطنون نساء و رجالا متساوون في الحقوق و الواجبات أمام القانون و في القانون.
الفصل 5
حقوق المرأة وحرياتها الفردية و الجماعية مضمونة و لا يمكن سن قوانين تنتقص من مكتسباتها الواردة خاصة في مجلّة الأحوال الشّخصيّة و المواثيق الدولية.
الفصل 6
لكل إنسان الحق في الحياة. والدولة مسؤولة عن ضمانه.
الفصل 7
لكل إنسان الحرية في الفكر و التعبير والمعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية. و لا يُحد من هذه الحرية إلا بقانون يجرم ممارسة العنف و التكفير والتحريض على العنصرية والتعدي على حقوق الإنسان.
الفصل 8
حرية التعبير والصحافة و النشر والإبداع مضمونة للجميع، ولكل فرد الحق في النفاذ للمعلومات وللإنتاجات الثقافية و الفكرية و الفنية.


الفصل 9
لا يُمكن لأيّ فردٍ أو مجموعة أن يمُسّ باسم الحرّية أو الشّرعيّة الانتخابية من المبادئ الدّيمقراطيّة، ومن النّظام الجمهوري أو من الحرّيات العامّة و الفرديّة. ويُحْرَم كل منتهك لهذا المبدأ من حقوقه السياسية.
الفصل 10
يحجر التعدي على الحياة الخاصة للإنسان و على حرمة مسكنه و اتصالاته و مراسلاته و تبادل المعلومات مهما كانت وسائلها. و لا يمكن تجاوز هذه الحرمات إلا في إطار تتبع عدلي و بمقتضى إذن قضائي في حدود القوانين الجاري بها العمل.
الفصل 11
لا يمكن الحد من حرية المواطن في التنقل والسفر واختيار مكان إقامته إلا بمقتضى حكم أو إجراء تحفظي قضائي. ولا يحق لأي جهة منع المواطن من العودة لتراب البلاد أو إجباره على مغادرتها.
الفصل 12
يخضع الاحتفاظ للرقابة القضائية، ولا يتم الإيقاف التحفظي إلا بإذن قضائي. ويحجر تعريض أي كان لاحتفاظ أو لإيقاف تعسفي.
الفصل 13
كل متهم بريء إلى أن تثبت إدانته من طرف القضاء في محاكمة عادلة تضمن له حق الدفاع. و يمكن للمتهم الاستعانة بمحام مباشرة اثر الإيقاف و في كل مراحل البحث و التحقيق.
الفصل 14
العقوبة شخصية و لا يمكن تسليطها إلا بمقتضى قانون سابق الوضع عدا حالة النص الأرفق.
الفصل 15
تلغى عقوبة الإعدام.
الفصل 16
يُمنح اللجوء السّياسي للأجانب حسب مقتضيات القانون وفقا لمعاهدة جينيف حول اللاجئين. و يُمنع تسليم كل مُتّهم بجريمة يُعاقب عليها بالإعدام في البلاد التي طلبت تسليمه.
يُصبِح القانون التّونسي نافذ المفعول في كلّ زمان و مكان بالنّسبة للّاجئ السّياسي.


الباب الثاني : المبادئ العامة
الفصل 17
تونس دولة مدنية حرة مستقلة ذات سيادة، الاسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها.
الفصل 18
تلتزم الدولة بحقوق الإنسان المضمنة في المواثيق الدولية.
الفصل 19
السيادة للشعب يمارسها عن طريق ممثلين منتخبين في إطار انتخابات عامة حرة، ديمقراطية، شفافة و نزيهة. كما يمارسها عن طريق الاستفتاء.
الفصل 20
يعتبر مواطنا كل امرأة أو رجل حامل للجنسية التونسية. ولا يمكن إسقاط الجنسية التونسية عن أي مواطن.
الفصل 21
علم الجمهورية التونسية احمر تتوسطه دائرة بيضاء بها نجم ذو خمسة أشعة يحيط به هلال احمر حسبما يبينه القانون.
وشعار الجمهورية : حرية - نظام – عدالة.
الفصل 22
على كل مواطن واجب حماية البلاد، والمحافظة على استقلالها وسيادتها وعلى سلامة التراب الوطني.
الفصل 23
تحتكر الدولة وسائل الضغط المادي لتطبيق القانون مع مراعاة مبدأ التناسب واحترام حقوق الإنسان.
الفصل 24
تُضبط السياسات العمومية بهدف تحقيق التنمية المستدامة على جميع الأصعدة : الإقتصادية والثقافية والإجتماعية في كنف منظومة لامركزية تكرس التوزيع المنصف للثروات وترسخ التضامن بين أفراد الشعب. وتعتبر الثقافة ركيزة أساسية من ركائز التنمية والتقدم ودعم العيش المشترك.

الفصل 25
لكل مواطن الحق في الشغل والأجر المنصف والضمان الاجتماعي بما يحفظ كرامته ومواطنته، وذلك في ظل تكافؤ الفرص ودون تمييز في الأجر على أساس الجنس أو المعتقد أو اللون أو العرق.
الفصل 26
يضمن القانون الحق النقابي وحرية تكوين النقابات بدون ترخيص مسبق وبلا تقييد لنشاطها كما تنص عليه المواثيق الدولية.
الفصل 27
تعمل الدولة على ترسيخ شفافية أجهزتها وإداراتها واستغلال تكنولوجيات التواصل و المعلومات لهذا الهدف. وعلى الدولة دعم المجتمع المدني، واعتباره شريكا في صنع السياسات.
الفصل 28
لكل فرد الحق في المشاركة في الحياة العامة وفق الصيغة التي يختارها، كما أن الحق في انتقاد السلطة والتظاهر والاحتجاج السلمي مكفول للجميع.
الفصل 29
حرية التنظم في إطار أحزاب وجمعيات و نقابات و غيرها مضمونة للجميع. ولا يحد من هذه الحرية إلا بقانون يضمن عدم المساس بمبادئ الجمهورية و بالحقوق و الحريات الواردة بالدستور أو بالقوانين التي تضبط الإجراءات والترتيبات.
الفصل 30
يكرس القانون مبدأ فصل الأحزاب عن الدّولة.
كما تلتزم الإدارة العموميّة بالحياد والامتناع عن التّوظيف الإيديولوجي والعقائدي والسياسي.
الفصل 31
حق الملكية الخاصة مضمون ولا يجوز انتزاع الملكية إلا من أجل مصلحة عامة محددة ومقابل تعويض منصف.
لكلّ مواطن حرّية المبادرة الاقتصادية و التّجاريّة و لا يُحدُّ من هذه الحرّية إلّا بقانون يُتَّخذُ لضمان المنافسة الحرّة و لحماية المستهلِك و المحيط.

الفصل 32
تضمن الدولة حق المواطن في الرعاية الصحية العمومية والمجانية.
الفصل 33
التعليم إجباري إلى حدود سن السادسة عشر. وتضمن الدولة حق كل المواطنين في التعليم العمومي ومجانيته. كما تسعى إلى القضاء على الأمية.
الفصل 34
تعمل الدولة على ضمان حقوق الطفل في التعليم و التغذية المتوازنة و التربية السليمة التي تؤهله لتطوير شخصيته وتعميق قيم المواطنة لديه، كما تلتزم بحمايته من الإهمال والعنف والمعاملة القاسية على المستوى المادي والمعنوي وفقا لما تنصّ عليه المعاهدة الدّولية لحقوق الطّفل.
الفصل 35
يعمل الشعب التونسي على تربية نشئه على قيم الحرية والجمهوريّة والمواطنة والتضامن وعلى حبّ الوطن والعلم والجمال واحترام الإنسان، وعلى النّفور من الإستبداد و التطرّف و الإجرام في حقّ الغير. و هذه التربية مسؤوليّة جماعيّة تتقاسمها الدولة و الأسرة و الإعلام و هياكل المجتمع المدني والمؤسسات التربوية والدينية. و على المادّة الإعلاميّة و مناهج التدريس أن تكرّس هذا الهدف.
الفصل 36
تضبط النصوص القانونية، على أساس الإنصاف، واجبات الأشخاص المتعلقة بالضرائب و مختلف الأداءات.
الفصل 37
العيش في بيئة سليمة حق لكل مواطن.
المحافظة على سلامة البيئة والثروات الطبيعية واجب على الدولة والمؤسسات والأفراد. وتكرس السياسات العمومية هذا المبدأ.
الفصل 38
يتمّ تحرير النّصوص القانونيّة طبق الإجراءات الشكليّة الواردة في دليل تحرير النّصوص القانونيّة الذي يتمّ اعتماده بقانون.

الفصل 39
الفصول من 1 إلى 16 غير قابلة للتّعديل. ولا يمكن تأويل أي فصل من فصول هذا الدستور بصفة تحد من الحريات الفردية أو العامة.